هاي شباب / اليوم جبتلكم اكتشاف 6 نضريات جديدة في الرياضيات
نجح الشابان الأردنيان ثامر وراغب مصاروة في الحصول على لقب «أصغر عالمين في الشرق الأوسط»، وذلك بعد استنباطهما لـ6 نظريات مختلفة في الرياضيات لتحديد الأعداد الأولية وفرزها من خلال معادلة رياضية، ما يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال، أهلت النظريات الستة الأخوان مصاروة للانضمام إلى جمعية منسا الدولية التي تضم في عضويتها أفذاذ من 100 بلد، لا يجمع بينهم سوى تفوقهم في مستوى الذكاء.
وثامر وراغب مصاروة شابان في مقتبل العمر من محافظة الكرك الأردنية، وعلى رغم بساطة عيشهما وقلة الإمكانات وكثرة الصعوبات التي واجهتهما، استطاعا الوصول إلى غايتهما واثبات وجودهما بقوه بين العلماء والمخترعين. ويبلغ عمر ثامر 23 سنة، وهو خريج جامعه مؤتة، حيث درس علوم الرياضيات والإحصاء. ويعمل مدرساً لمادة الرياضيات التي يعشقها منذ الصغر. أما راغب الشقيق المساعد فيبلغ من العمر 24 سنة وهو خريج جامعة مؤتة أيضاً، حيث درس في كلية الاقتصاد. ويعمل راهناً في مؤسسة خاصة.
وأكّد الشقيقان أن فكرة استنباط نظرية متطورة وسلسة في علم الرياضيات بدأت عندهما في عام 1999 عندما كان ثامر طالباً في الصف التاسع الأساسي وراغب طالباً في الصف العاشر الأساسي. وبيّنا أنهما كانا دائماً مرتبطين مع بعضهما في الاطلاع والبحث المستمر والإرادة القوية لاقتحام المجهول والغامض، وكذلك في حبهما الخوض في المسائل الصعبة غير المألوفة والتي يبتعد عنها الآخرون وبخاصة في علم الرياضيات، وراودهما دوماً حلم الوصول إلى اكتشاف ما يطور العلم ويخدم البشرية.
وأشار الشقيقان أيضاً إلى أن شقيقهما الأكبر زياد الذي درس الرياضيات أيضاً هو من قام بطرح هذه المسألة عليهما، ولطالما ردّد أمامهما أن التوصّل إلى معادلة تصف العلاقة بين الأعداد الأولية بحيث تسمح بتحديد تلك الأعداد وفرزها، يفتح ثغره في جدار مصمت في عالم الرياضيات ويطور العلوم عموماً.
وأضاف الشقيقان أن التوصل إلى جزء بسيط من هذا الاكتشاف حدث في وقت مبكر نسبياً، أي عندما كان ثامر طالباً في الصف الأول الثانوي العلمي. وتنبّه هو وأخوه إلى أهمية ما اكتُشف، وأصبحا أكثر تركيزاً على اكتمال الصورة النهائية لتلك العلاقة، حتى يصبح هذا الاكتشــاف ذا وزن كبير في الرياضــيات.
وبعد ست سنوات من البحث والدراسات الجادة، حقّق الشقيقان ما ثابرا لأجله واكتشفا النظرية التي طالما راوغت علماء الرياضيات. ولذا، أبدى كثير من هؤلاء العلماء اهتماماً بما توصل إليه الأخوان مصاروة، ووقفوا بتواضع أمام قوة براهينه.
ووصف الشقيقان النظرية المكتشفة بأنها مرتبطة بمقولات عالم الرياضيات الألماني درشليت ونظرياته في المتواليات الحسابية، التي برهنها في عام 1837، والتي تصف الأعداد الأولية والمؤلّفة في تتابعها اللانهائي نظرياً. وفي المقابل، فإن تلك النظرية لم تقدم طريقه تبيّن فيها متى يكون العدد أولياً ومــتى يكون مؤلّفاً. وقد اســتطاع الإخـوان مـصاروة إنجاز هذه الــحلقة الـتي تـُكمل الـبناء الـنظري الســابق عليها.
وعرض الشقيقان اكتشافهما على مجموعة من أساتذة قسم الرياضيات والإحصاء في جامعتي مؤتة والأردنية، فأبدى هؤلاء انبهاراً من هذا الإبداع العلمي بوصفه تقدماً لافتاً في الرياضيات ويحتاج إلى متخصصين وخبراء في مجال نظرية الأعداد في العالم الغربي. وتجدر الإشارة إلى قلّة المتخصّصين بتلك النظرية أردنياً وعربياً. وأشار الشقيقان إلى أن الدكتور هارون الربضي أستاذ الرياضيات في الجامعة الأردنية، أكد أن ما توصلا إليه يمثّل اكتشافاً كبيراً، كما أنه يتصل مباشرة بالمعلوماتية وعلوم الكومبيوتر
ودعم الربضي ما ذهب إليه بآراء من خبراء واختصاصيّين في «رابطة علماء الرياضيات في الولايات المتحدة» الذين تواصل معهم عبر الانترنت.
وعن فوائد واستعمالات هذه النظرية، عدّد ثامر وراغب فوائدها، مع التركيز على النقاط الآتية:
- تساعد هذه النظرية في تحديث عمليات البرمجة الحاسوبية المستخدمة في أنظمة العدّ والشفرات الرقمية.
- يساهــم الاكتشـاف في زيــادة سرعة الاتصالات العسكرية والدولية وسريتها، بفضل تسهيله استخدام الأعداد الأولية.
- تدعم النظرية استراتيجيات الأمن القومي من خلال تيسير استخدام الرموز السرية، مع العلم أن أفضل الرموز السرية يرتكز حالياً إلى صيغة تستخدم عددين أوليين لأنه لا يمكن إعطاء الرقمين من دون المخاطرة بانكشاف الترميز.
يطمح ثامر مصاروة لأن يكون أحد العلماء البارزين في علم الرياضيات العددية في هذا القرن. ولم يقلّل من دور الأسرة في دعمه وتوفيرها السبل لتحقيق ما يصبو اليه. وأضاف بأن النشاط الإبداعي يرتبط باندفاع قوي للإنجاز والعمل، "عندما يبدع الإنسان فإن هذا يكون نتاج جهد ناشط وعمليات تركيز ودراسة وبحث وتحر لأن الإبداع لا يأتي صدفة بل بالتصميم والإرادة والمبادرة والبحث العلمي".
في السياق عينه، ذهب راغب إلى القول بأن ما يحبط المبدع هو ما يواجهه من رفض اجتماعي وضغوط شديدة، وعدم التقدير من البعض والإهمال وفي بعض الأحيان السخرية والاستهزاء. ورأى أن ذلك كله يضع تعتيماً كثيفاً على العمل الإبداعي.
وأوضح الشقيقان أنهما واجها صعوبات عدّة، إضافة إلى عدم التقدير والإهمال من بعض الأساتذة أثناء دراستهما، وكذلك الحال خلال خوضهما في الأبحاث النظرية التي أوصلتهما إلى اكتشافهما.
وشـــدّد الشقيقان على أهمية الاستثمار في الطاقـات الشابة ومتابعتها ودعمها، واعتبرا ذلك من الأمور المهمة التـــي تساهم في تطـــور المجتمع وتنمية الثروات الوطنية والوصول إلى الازدهار.
وأكّدا أيضاً انه لكي يصل الإنسان إلى مركز المبدع وموقع العبقرية «هناك تكاليف نفسية وصحية وضغوط مادية وهذه الأمور تخلق عقبة أمام المبدع وتؤخر عمله... ولهذا فالمبدع يحتاج دائماً إلى من يدعمه ويحتضنه ليوصله إلى بر الأمان ويشجعه على المزيد من الإبداع والعطاء؛ عوضاً عن إحباطه وإعطائه الإحساس بالقلق».
وأعرب ثامر عن قناعته بان الاكتشاف لا يزال في يد جهات متخصصة، إضافة إلى خبراء في الجامعات الأردنية و «مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير» وذلك سعياً إلى الاستفادة من تطبيقاته في أنظمة البرمجة الحاسوبية والشفرات والرموز السرية.
وبيّن أن المرحلة التالية تتضمن التقدّم لتسجيل براءة اختراع لان هذه الخطوة تتطلب أن يُطبّق الاختراع كشرط لنيل تلك البراءة.
وكشف ثامر أيضاً عن وجود 6 نظريات جديدة تحت البحث والدراسة وسيتم الإعلان عنها ونشرها فور الانتهاء من صوغ براهينها.